آفاق

مدونة عامة تشمل كل ما هو جديد و مشوق

التواضــــــــــع


التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة  بين الناس، وينشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغضاء والكراهية من قلوب الناس، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى -سبحانه-.

قال صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم]،

و قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) [مسلم].


أنواع التواضع

 والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين؛ 

1 فالمسلم يتواضع مع الله بأن يتقبل دينه، ويخضع له سبحانه، ولا يجادل ولا يعترض على   أوامر الله برأيه أو هواه. 

2 و يتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بسنته وهديه، فيقتدي به في  أدب وطاعة، ودون مخالفة لأوامره ونواهيه.

3 و المسلم يتواضع مع الخلق بألا يتكبر عليهم، وأن يعرف حقوقهم، ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم، وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره.


قال الشاعر:

و اقبح شيء ان يرى المرء نفسه ** رفيعا و عند العالمين وضيـــــع 

تواضع تكن كالنجم لاح لناظــــــــر** على صفحات الماء و هو رفيــع 

و لا تكن كالدخان يعلو بنفســــــــه ** على طبقات الجو و هو وضيــع


ومن حرص السلف على هذا  الخلق :

يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر  ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا. 

و نختم مقالنا هذا ببعض مواقف من تواضع المصطفى صلى الله عليه و سلم

1- سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: “كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعني: خِدمَةِ أَهلِه- فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ”. رواه البخاري. 

2- “كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته”. رواه الترمذي. 

3- “كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه”. رواه الترمذي. 

4- “ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك”. 

5- «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.

6- “كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم “. رواه أبو يعلى. 

7- “كان يتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم”. رواه أبو داود. 

8- “كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير”. رواه الطبراني.

9- “كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم”. رواه النسائي.

10- “كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت”. رواه الحاكم.

11- “إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ”. رواه البخاري.

12- « يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوي الكعبة -أي موضع شد الإزار-، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإن شئت نبياً ملكاً، فنظرتُ إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياً عبداً ». 

22/06/2009 Posted by | الأخلاق | أضف تعليق